lotfi_14 عضو نشيط
عدد المساهمات : 104
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/08/2010
العمر : 34
| موضوع: ضائل صيام ست (6) من شوال الخميس سبتمبر 09, 2010 12:08 am | |
| منفضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ، ومضاعفة الحسنات ، فالمؤمنيتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات ، فلا يمضي من عمره ساعةإلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات ، وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرعفي عبادة أخرى ، ولم يجعل الله حداً لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاءأجله يقول جل وعلا : {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين }( الحجر 92) ، وهذه هيحقيقة الاستقامة التي وعد الله أصحابها بالنجاة ، والفوز بعالي الدرجات ،فقال سبحانه: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكةألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم فيالحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون *نزلا من غفور رحيم }( فصلت 30- 32) . ومما منَّ الله به على عباده بعد انقضاء شهر الصيام والقيام ، ورتب عليهعظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد منالأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي اللهعنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاًمن شوال كان كصيام الدهر ) . وفي رواية لابن ماجة عن ثوبان أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : (من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة {من جاء بالحسنة فله عشرأمثالها } ) . وقد ذكر أهل العلم عدة فوائد ومعانٍ لصيام هذه الأيام الست : منها أن العبد يستكمل بصيامها أجر صيام الدهر كله ، وذلك لأن الحسنة بعشرأمثالها فشهر رمضان يعدل عشرة أشهر ، وهذه الست تعدل شهرين ، وقد ثبت ذلكفي حديث ثوبان المتقدم عند ابن ماجة وثبت أيضاً في حديث ذكره أبو الشيخ فيالثواب ، وصححه الألباني في صحيح الجامع : ( جعل الله الحسنة بعشر أمثالهاالشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بعد الشهر تمام السنة ) . ومنها أن صيام النفل قبل وبعد الفريضة يكمل به ما يحصل في الفرض من خلل ونقص ، فإن الفرائض تجبر وتكمل بالنوافل يوم القيامة ، كما ثبت ذلك عنالنبي - صلى الله عليه وسلم- من وجوه متعددة . ومن الفوائد أيضاً أن معاودة الصيام بعد رمضان من علامات القبول ، فإنالله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده ، كما قال بعضهم : ثواب الحسنةالحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها كان ذلك علامة علىقبول الحسنة الأولى . ومنها أن معاودة الصيام بعد الفطر فيه شكر لله جل وعلا على نعمته بإتمامصيام رمضان ومغفرة الذنوب والعتق من النار ، وقد أمر الله سبحانه وتعالىعباده أن يشكروه على هذه النعم العظيمة فقال سبحانه : {و لتكملوا العدةولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون }( البقرة 185) ، فمن جملة شكرالعبد لربه على توفيقه لصيام رمضان ، وإعانته عليه ، ومغفرة ذنوبه أن يصومله عقب ذلك . ومن الفوائد كذلك المداومة على فعل الخيرات ، وعدم انقطاع الأعمال التيكان العبد يتقرب بها إلى ربه في رمضان بانقضاء الشهر ، ولا شك أن أحبالأعمال إلى الله ما داوم عليها صاحبها ، وكان النبي - صلى الله عليهوسلم- إذا عمل عملاً أثبته ، وسئلت عائشة رضي الله عنها عن عمله عليهالصلاة والسلام فقالت : (كان عمله ديمة). ومن أجل هذا المعنى ذم السلف من انقطع عن العمل الصالح بعد رمضان ، قيللبشر : إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقال : بئس القوم لا يعرفونلله حقاً إلا في رمضان . فعودُ المؤمن إلى الصيام بعد فطره دليل على مداومته على فعل الخير ، وعدمانقطاعه عن العمل الصالح ، إلى غير ذلك من الفوائد والمعاني العظيمة . وهذه الست ليس لها وقت محدد من شوال ، بل يصومها المسلم في أي جزء منأجزاء الشهر ، في أوله ، أو في أثنائه أو في آخره ، وله كذلك أن يصومهامتتابعة أو مفرقة ، ولكن الأفضل أن يبادِر إلى صيامها عقب عيد الفطرمباشرة ، وأن تكون متتابعة - كما نص على ذلك أهل العلم - لأن ذلك أبلغ فيتحقيق الإتباع الذي جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم – ( ثم أتبعه ) ،كما أنه من المسابقة إلى الخيرات والمسارعة في الطاعات الذي جاءت النصوصبالترغيب فيه والثناء على فاعله ، وهو أيضاً من الحزم الذي هو من كمالالعبد ، فإن الفُرص لا ينبغي أن تفوت ، والمرء لا يدري ما يعرض له منشواغل وقواطع تحول بينه وبين العمل ، فإن أخرها أو فرَّقها على الشهر حصلتالفضيلة أيضاً . ومن كان عليه قضاء من شهر رمضان فعليه أن يبدأ بقضاء ما عليه أولاً ، حتىيُحَصِّل الثواب الوارد في الحديث ، وذلك لأن الأجر الوارد لا يَحْصُل إلابعد إكمال عدة رمضان ، لقوله عليه الصلاة والسلام ( من صام رمضان ثم أتبعهستا من شوال ) ، ومن كان عليه أيام من رمضان لا يصدق عليه أنه صام رمضانكاملاً . ولو فرض أن القضاء استوعب جميع شوال كأن تكون المرأة نفساء ، ولم تصم أييوم من رمضان ، ثم شرعت في قضاء ما عليها في شوال ولم تنته إلا بعد دخولشهر ذي القعدة ، فإنها تصوم الأيام الستة بعد ذلك ، ويكون لها أجر منصامها في شوال ، لأن تأخيرها هنا للضرورة وهو متعذر ، فيثبت لها الأجر إنشاء الله . نسأل الله أن يعيننا على طاعته ، وأن يوفقنا لمرضاته ، وأن يجعلنا من المقبولين في شهر رمضان . منقول ... | |
|